الكل يريد أن يبني للمثالية وجود هروبا من الواقع، حب، صداقات، أخوة، أمل، حلم
و الواقع أكذب من أن يصدقه عقل إنسان،
غابت لمدة و هو لا يدري أين هي، هاتفها يرن لكن لا تجاوب، و أحيانا كأنه يقفل، و أحيانا مغلق لدرجة الحيرة،
تعجب و هو الذي لا يدري أين هي، أين اختفت، ما لها؟ هل امر اصابها؟، بأمها مصاب،
لم يبق له إلا أن يسأل عنها معارفها و هي التي طلبت منه أن لا يسأل أحدا تخاف ان يعرف سرهما،
تجول في مكان عملها باحثا و هو يعرف هدف، شخص كأنه يعرف عنها كل شيء فقد صادف وجوده بدأ ابتعادها عنه
غريب سأله و هو عرف الجواب ستدخل هذا المساء فلها أمور تقوم بها، و كما كان حقا دخلت ذلك المساء و بدأت تتحجج نست هاتفها بمكتبها
و أن أمور طارئة كانت لها.
عجبا؟؟ كيف ذلك يعرف أمرك و لم تخبريني...،
سكتت كعادتها و لم ترد الإجابة و بدأت بمهاجمته في امور لا علاق له بما سأل
هل كلمته و لما كلمته...،
لما تنفعلين هكذا قلت مجرد زميل و اخ لك...،
ليس من حقك أن تسال عني احدا خاصة هو...،
لما لا أفعل و قد قلقت عليك...،
ماذا قلت له...، ما ذا سألته...،
سألته هل يعرف بخبرك و قد جاوب و كان كما قال...، انت لما تنكرين أنه يعرف...،
كما عادتها فرت و هربت و بدأت تصمت.
أكره صمتك، أكره سكوتك الذي تعتبرينه قوة و هو قوة الضعف و الهوان.
قد قال له، أين هي أختكم...،
قال له لما تقول اختكم ...،
قال له هي اختكم ...،
ضحك فهو لئيم يتقن المكر.
و من ذلك اليوم بدأ يترصدها في كل مكان لأنه كان يريدها له حقير النفس ذميم السيرة، اعتاد مغازلة البنات و التباهي بانجازاته معهم،
يصف كل واحدة بعد أن يطعنها و يأخذ منها بالكاذبة و الخائنة، و هو الذي يلون الكلام لهن، غريب كيف يصدقنه،
أرسل من يسأل عليه و وصل حتى عنده، و رأى مدى وقاحته أصلا، له مرض في نفسه كأنه يريد الانتقام من كل النساء، و يريد الحصول على افضل النساء
مالا و جاها و مكانا هذا هو، و بدأت قصة الفراق بفتنة افتعلها، كان يفاخر بها في كل مكان من خلف ظهرها، جعلها خليلته و حبيبته، يا سوء ألمر
أصبحت خليلته التي يلتقيها وراء اهلها و بعيدا عن اعين الناس فمن يصدق
ضاع الفتى في تيهان كذبه فمن يصدق؟؟
كانت فقط هي لو تدري.